سورة الأعراف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{المص} أنا الله أعلم وأُفصِّل.
{كتاب} أَيْ: هذا كتابٌ {أنزل إليك} من ربَّك {فلا يكن في صدرك حرج منه} فلا يضيقنَّ صدرك بإبلاغ ما أرسلت به {لتنذر به} أَيْ: أُنزل لتنذر به النَّاس {وذكرى للمؤمنين} مواعظ للمصدِّقين.
{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} يعني: القرآن {ولا تتبعوا من دونه أولياء} لا تتخذوا غير الله أولياء {قليلاً ما تذكرون} قليلاً يا معشر المشركين اتَّعاظكم.
{وكم من قرية أهلكناها} يعني: أهلها {فجاءها بأسنا} عذابنا {بياتاً} ليلاً {أو هم قائلون} نائمون نهاراً. يعني: جاءهم بأسنا وهم غير متوقِّعين له.


{فما كان دعواهم} دعاؤهم وتضرُّعهم {إذ جاءهم بأسنا إلاَّ أن} أقرُّوا على أنفسهم بالشِّرك و{قالوا إنا كنا ظالمين}.
{فلنسئلنَّ الذين أرسل إليهم} نسأل الأمم ماذا عملوا فيما جاءت به الرُّسل، ونسأل الرُّسل هل بلَّغوا ما أُرسلوا به.
{فلنقصنَّ عليهم بعلم} لنخبرنَّهم بما عملوا بعلمٍ منَّا {وما كنا غائبين} عن الرُّسل والأمم ما بلَّغت وما ردَّ عليهم قومهم.
{والوزن يومئذ} يعني: وزن الأعمال يوم السُّؤال الذي ذُكر في قوله: {فلنسألنَّ} {الحق} العدل، وذلك أنَّ أعمال المؤمنين تتصوَّر في صورةٍ حسنةٍ، وأعمال الكافرين في صورةٍ قبيحة، فتوزن تلك الصُّورة، فذلك قوله: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} النَّاجون الفائزون، وهم المؤمنون.
{ومَنْ خفَّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم} صاروا إلى العذاب {بما كانوا بآياتنا يظلمون} يجحدون بما جاء به محمَّد عليه السَّلام.
{ولقد مكنَّاكم في الأرض} ملَّكناكم فيما بين مكَّة إلى اليمن، وإلى الشَّام. يعني: مشركي مكَّة {وجعلنا لكم فيها معايش} ما تعيشون به من الرِّزق والمال والتجارة {قليلاً ما تشكرون} أَيْ: إنَّكم غير شاكرين لما أنعمت عليكم.
{ولقد خلقناكم} يعني: آدم {ثم صوَّرناكم} في ظهره الآية.


{قال ما منعك ألا تسجد} لا زائدة. معناها: ما منعك أن تسجد؟! وهو سؤالُ التَّوبيخ والتَّعنيف {قال أنا خير منه...} الآية. معناه: منعني من السُّجود له أنِّي خيرٌ منه إذ كنتُ ناريَّاً، وكان طينيَّاً، فترك الأمر وقاس، فعصى.
{قال فاهبط منها} فانزل من الجنَّة. وقيل: من السَّماء {فما يكون لك أن تتكبر فيها} عن أمري وتعصيني {فأخرج إنك من الصاغرين} الأذلاء بترك الطَّاعة.
{قال انظرني} أمهلني {إلى يوم يبعثون} يريد: النَّفخة الثَّانية.
{قال إنك من المنظرين}.
{قال فبما أغويتني} يريد: فبما أضللتني، أيْ: بإغوائك إيَّاي {لأقعدَّن لهم صراطك المستقيم} على الطَريق المستقيم الذي يسلكونه إلى الجنَّة، بأن أُزيِّن لهم الباطل.
{ثم لآتينَّهم من بين أيديهم} يعني: آخرتهم التي يردون عليها، فَأُشكِّكهم فيها {ومن خلفهم} دنياهم التي يُخَلِّفونها، فأُرغِّبهم فيها {وعن أيمانهم} أُشبِّه عليهم أمر دينهم {وعن شمائلهم} أُشهِّي لهم المعاصي.
{قال اخرج منها} من الجنَّة {مذؤوماً} مذموماً بأبلغ الذَّمِّ {مدحوراً} مطروداً ملعوناً {لمن تبعك منهم} من أولاد آدم {لأَمْلأَنَّ جهنم منكم} يعني: من الكافرين وقرنائهم من الشَّياطين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8